الى اين تتجه مصر بعد الثورة ؟؟
اهم حاجة قبل مانبتدى الموضوع ، لازم نتأكد من ان مصر بعد الحكم الملكى بقت دولة عسكرية ، ماعلينا
الحركة السياسية قبل ثورة 23 يوليو اللى كانت موجودة ايام الملك كانت الاخوان و الوفد ، لكن اللى نقدر نقول ان اقدم حركة سياسية مستمرة و موقفتش فى منتصف مشوارها هى جماعة الاخوان المسلمين-بسجلهم الدموى العنيف ايام حكم الملك فاروق-رغم انها المفروض جماعة دينية ، بس احنا عارفين طبعا ان رجال الدين فى مصر مسموحلهم بالسياسية و الاقتصاد و كل حاجة فالبلد !!
بعد ثورة 23 يوليو الى الان تولى حكم مصر رجال من القوات المسلحة ، محمد فريد ، عبد الناصر ، انور السادات ، حسنى مبارك ، و الطريف ان مفيش ولا واحد فيهم ساب الحكم بمزاجه او سابه بطريقة مشرفة
تقريبا من الالفية الجديدة ابتدى مبارك يخرف شوية ، و ساب مصالح البلد الداخلية لابنه جمال تمهيدا لتوليه الرئاسة-زى بشار الاسد تماما- و تم تاليف مواد دستورية تناسبه تماما ، و بدأ علاء و جمال مبارك بالدخول بقوة فى عالم البزنس لجنى مليارات الدولارات ، فكان من الطبيعى وصول حكومة رجال الاعمال فى 2005 و ان يكون رجل الاتصالات احمد نظيف رئيسا لها ، و لو كان يعلم ان الانترنت و التكنولوجيا سوفا يكونا سبب عذابهم مكنش دخلهم مصر خالص :)
حكومة رجال الاعمال دى ساءت فيها جدا و بطريقة فوق المبالغة و علنا قدام الشعب ،و كمان بعد ما حبيب العدلى اصبح ذراع جمال مبارك فى الانتخابات ، ساءت الشرطة جدا و زادت بشكل ملحوظ حالات التعذيب و القتل بسبب التعذيب و الاعتقال للنشطاء السياسيين بل وصولهم ايضا الى الشبكة العنكبوتية بأنشاء الحزب الوطنى المنحل اللجنة الاكترونية..
فى تلك الاوقات كانت الجماعات الاسلامية فى مصر هى اقوى المعارضة الفعلية ، و كانت القوة الوحيدة التى يخافها مبارك لأن لها تأثيرها على الشعب ، بالاضافة لأنها قتلت الرئيس السادات
فى انتخابات 2005 حصل ايمن نور على المركز الثانى فى انتخابات الرئاسة و ايضا فاز على مبارك فى مدينة الاسكندرية وحدها رغم ان الانتخابات مزورة !! و كان عقابة هو السجن بتهمة التزوير ، و يعتبر ايمن نور من اول المعارضين الحقيقيين لنظام مبارك بعد الاسلاميين
و مع زيادة الاوضاع الامنية و الاقتصادية سوءا . ظهرت مجموعة من الشباب الوطنى جدا ، غير ساعى نحو اى سلطة ، كل امله ان يري وطنه حرا ، و قام هؤلاء الشباب بمظاهرات احتجاجية قوبلت بالعنف من الشرطة يوم 8 أبريل 2008 فى المحلة ، هذه الحركة التى يتم تخوينها من المجلس العسكرى و الفلول و حزب الكنبة و الاسلاميين
ثم تلاها الجمعية الوطنية للتغيير عام 2009 ، و طبعا نال الدكتور البرادعى كم هائل من التخوين على ايدى النظام السابق ، و الاسلاميين حاليا ، ثم بدأ الشباب بالاهتمام اكثر بالحياة السياسية خصوصا مع ظهور مواقع مثل الفيس بوك و تويتر
ثم بدأت اول اشكال المظاهرات الاحتجاجية السلمية بمقتل الشاب خالد سعيد بالاسكندرية ، ثم قامت احتجاجات قوية فى تونس اجبرت الجيش على طرد بن على خارج البلاد بعد اوامره بضرب المتظاهرين بالرصاص الحى و من هنا بدأت ثورة 25 يناير ، و اصبح الشباب المصري الهائج يري فى بن على نفس الذى يراه فى مبارك
و بالفعل قامت الثورة ، و للاسف جلست بعد تنحى مبارك عن الحكم و تسليمه للمجلس العسكري ، و من هنا ندرك مدى جهل الثوار و المصريين بالحياة السياسية ، هل يعقل ان يكون المجلس العسكري ليس ذراع مبارك اليمنى ؟؟ هل يعقل ان يترك مبارك اقوى مؤسسة فى الدولة دون ان تكون لها امتيازاتها الخاصة ؟؟ لقد شرب الشعب المغفل المقلب
سعد الشعب بالكام قرار اياهم بتوع النائب العام ، و لما القلة المندسة ادركت بعد فوات الاوان ان الجيش دراع مبارك ، كان عندهم امل فى النائب العام و النيابة العامة !!! معروف ان القضاء المصري مرتشى و يبقوا اغبياء جدا لو افتكروا ان مبارك ممكن يسيب حد شريف فى منصب مهم فى البلد
غلطان و غبي جدا اللى يقول ان الثورة دى شعبية !! شعبية ايه بس اللى ينزل فيها اقل من 2 مليون مواطن ؟؟ بلاش نضحك على بعض
شريحة من المجتمع المصري هى من وقفت ضد مبارك ، و استنجدوا بالجيش ، بعد كده الشريحة قلت لما وقفوا ضد الجيش بعد انسحاب الاسلاميين ، و بعد كده الشريحة قلت اكتر لما هتفوا ضد النائب العام بعد ما أكتشفوا انه تبع باقى العصابة
الناس اللى ضد الثورة دى مش شرط يكونوا غير وطنيين ، اكيد فى منهم ناس عارفة اننا شعب جاهل و متخلف سياسيا و مينفعش يتطبق معاه الديمقراطية الحقيقية ، احنا مش نمشى ديكتاتور عشان نجيب ديكتاتور اسوأ ، و عموما المؤسسة العسكرية مش مستنية ييجى الدور عليها
الجيش عمره ما هيتخلى عن تلك الامتيازات اللى اكتسبها من اول ثورة يوليو لغاية دلوقتى ، خصوصا الاقتصادية منها ، الجيش المصري، الذي يعد بأكثر من 450 ألف جندي، يمتلك مزارع خاصة ومصانع في مختلف القطاعات الاقتصادية على غرار النسيج والملابس وقطاع التغذية وقطاع صنع السيارات و شركات مختلفة تعمل في قطاع الخدمات والبنية التحتية. و كمان هذه المؤسسات الاقتصادية تخضع لإدارة عسكرية ويعمل بها عدد كبير من المجندين ، الجيش المصري في الحياة الاقتصادية منذ اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل عام 1979، وهويسيطر على نسبة تترواح بين 15 و20 بالمائة من الاقتصاد المصري، و له حصص متفاوتة في عدد من القطاعات الاقتصادية المختلفة
كما ان هذه المؤسسة ، لاتخضع ميزانيتها لأى مراقبة برلمانية
الجيش لن يترك السلطة ابدا ، و لكن يطاردانه شبحان ، اصحاب الدولة المدنية بطوائفها و اصحاب الدولة الدينية باختلاف انشطتهم ، فهو يزرع الكراهية من كل جانب فى الاخر و يشاهد هو فى المنتصف
التأييد الذى يؤيده الاسلاميين للمجلس العسكى به كثير من الشك و الريبة ، انا لا اقصد الاسلاميين بل اقصد شيوخهم ، شيوخ الاسلاميين هم مجموعة من المرتزقة الذين يجمعون مئات الالاف من اعلانات القنوات الفضائية مثل الرحمة و اعلانات اخرى ، على سبيل المثل اعلانات رانى :) و غيرها
هم يعتمدون على الشريحة الاكبر فى المصريين ، الجهلاء و المتخلفون سياسيا ، يزرعون فى رؤوسهم بعض الافكار مثل ان اللليبراليين و العلمانيين و اصحاب الدولة المدنية هم يريدون محو الاديان عامة و الاسلام خاصة (و كأن الاسلام ينهى عن الزنا و الدعارة و السرقة و القتل و باقى الاديان تحللها ) و انهم يريدون محو الدين من البلاد و نشر الفسق و الفجور و الكثير من الكلام الذى يأتى من خيال مريض
فالاسلاميين يؤيدون المجلس العسكري لأنهم يعتقدون انه يرسي قواعد الديمقراطية السليمة فى مصر ،و حلمهم للوصول عن طريقها للدولة الدينية :) و قد زرع فى دماغهم هذا نتيجة الاستفتاء
الاستفتاء على المواد الدستورية هو حل عبقري ، فبه اخاف الجيش اصحاب الدولة المدنية من تأثير الشيوخ على جهلاء مصر و به ازدادت ثقة الاسلاميين بالجيش ، و قد اصبح الاسلاميين + حزب الكنبة + الفلول فى صف الجيش ضد القلة المندسة
و بالنسبة لشيوخ الاسلاميين ، فهم ليسوا جهلاء مثل الذين يستمعون اليهم ، لا يوجد ادنى شك ان هناك صفقة من تحت الترابيزة بينهم و بين الجيش مقابل زرع الحب للمجلس العسكرى ، و لكن مستبعد تماما تسليم السلطة لهم ، لو تعلموا اى احد بالجيش اسألوه عن كيفية معاملة الجيش للاسلاميين تجدونهم يضطهدونهم و يخافون من بطش قوتهم
و لكن ماهى طبيعة الصفقة ؟؟ هذا ماليس له اجابة
الايام تمر بسرعة ، و نحن نترقب تصرف المجلس العسكري فى الانتخابات القادمة ، البرلمانية و الرئاسية ، و سنري ماذا سيفعل حتى لاتضيع السلطة منه